رأي المواطن /تصوير وتغطية البوطيبي امحند:
أسرة المقاومة وجيش التحرير وساكنة إقليم الناظور تخلد بكل فخر واعتزاز، يوم الجمعة 4 أكتوبر 2024 بقاعة الاجتماعات بعمالة إقليم الناظور، الذكرى الـ 69 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، وتجدد تجندها الدائم وراء القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، التي تعد محطة بارزة في مسار كفاح الشعب المغربي من أجل نيل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية للمملكة.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، بحضور الكاتب العام لعمالة الناظور، ونائب رئيس المجلس الإقليمي، ورئيس المجلس العلمي، ورؤساء الجماعات البلدية والقروية، ومنتخبين، وأبناء وأرامل أعضاء جيش التحرير بشمال المغرب، وساكنة إقليم الناظور.
وأضاف السيد مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء وأعضاء جيش التحرير أن هذه الذكرى تعد حدثًا وطنيًا بارزًا، إذ في مثل هذا اليوم المبارك من سنة 1955، سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز حدثًا تاريخيًا نوعيًا، تمثل في انطلاق عمليات جيش التحرير التي شكلت انعطافًا مفصليًا أوقدت شعلتها جذوة المواجهة التي خاضتها عناصر جيش التحرير بهذه الربوع المجاهدة.
وأشار إلى أن أبناء هذه الربوع البررة تميزوا دوما بحضورهم الوازن وانغمارهم في الخطوط الأمامية ضد الغزو الاستعماري، ويشهد لهم التاريخ بالشهامة والعزم والإقدام في مناهضة الاحتلال الأجنبي والدفاع عن حوزة الوطن من الأخطار المحدقة. مضيفًا أن عددًا من المصادر الأجنبية تتحدث عن حدوث العديد من المعارك والاشتباكات التي خاضتها منطقة الناظور والريف بشكل عام ضد المستعمر.
قد تضافرت الجهود وتكاثفت المساعي لاستقدام باخرة محملة بالسلاح لدعم جيش التحرير المغربي وجيش التحرير الوطني الجزائري، حيث تولى قيادتها من المشرق المناضل المرحوم إبراهيم النيل السوداني الجنسية، ورست ليلة 30-31 مارس 1955 برأس كبدانة واقتربت من اليابسة بحوالي 20 مترًا.
وعلى الفور، تم إفراغ حمولة الباخرة على يد أبطال جيش التحرير ليلاً في جنح الظلام وقبل طلوع الفجر وبما يجب من الحيطة والحذر، مستعملين قطيع الأغنام لإخفاء آثار أقدام المجاهدين حتى لا تكتشف السلطات الاستعمارية أمر عملية إنزال السلاح. ومدت الحبال من الباخرة إلى الشاطئ، وشرع الأبطال المغاربة والجزائريون من جيش التحرير المغربي والجزائري في الصعود إليها لنقل الأسلحة، حيث انتهت عملية إفراغها من الأسلحة قبل الشروق.
ويسجل التاريخ أنه بعد انصرام 45 يومًا على انتفاضة أكتوبر 1955 المجيدة، كانت العودة المظفرة لبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس، ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والأسرة الملكية الشريفة إلى أرض الوطن يوم 16 نونبر 1955، ليزف إلى شعبه الوفي في أول خطاب له في يوم العودة الميمونة بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال وتوحيد شمال المملكة وجنوبها، ويقول قوله المأثور: “رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”.
وقد خص جلالته، رضـوان الله عليه، فيما بعد مدينة تازة بزيارته التاريخية يوم 14 يوليوز 1956، والناظور يوم 15 يوليوز 1956 لتفقد مراكز جيش التحرير، تقديرًا من جلالته لتضحيات المجاهدين وصلة الرحم معهم والترحم على أرواح شهداء معارك وملاحم جيش التحرير بشمال المملكة.
وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن مناسبة تخليد الذكرى 69 للانطلاقة المظفرة لعمليات جيش التحرير بشمال الوطن توحي للأجيال الجديدة والمتعاقبة بواجب التأمل والتدبر واستخلاص الدروس والعبر لتقوية الروح الوطنية الحقة وشمائل المواطنة الإيجابية في وجدانها وأذهانها، لمواجهة التحديات وكسب رهانات الحاضر والمستقبل. وهي رسالة نبيلة وأمانة ومسؤولية على عاتق جميع المغاربة، ما فتئ جلالة الملك محمد السادس يدعو لها ويؤكد عليها، حيث قال حفظه الله في خطاب العرش ليوم السبت 29 يوليوز 2023: “فإننا في أشد الحاجة إلى التمسك بالقيم الدينية والوطنية، وبشعارنا الخالد: الله – الوطن – الملك؛ والتشبث بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد؛ وصيانة الروابط الاجتماعية والعائلية من أجل مجتمع متضامن ومتماسك؛ ومواصلة مسارنا التنموي، من أجل تحقيق التقدم الاقتصادي، وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية”.
وتجسد هذه الذكرى معلمة وضاءة في سجل ملاحم مناهضة الوجود الأجنبي من أجل استقلال المغرب ووحدته، وعودة جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني والعائلة الملكية الشريفة من المنفى السحيق إلى أرض الوطن، معلنًا رحمه الله عن انتهاء فترة الحجر والحماية وإشراقة شمس الحرية والاستقلال.