مجرد رأي : تسييس المجتمع ضرورة للتقدم

بقلم : مصطفى حناوي

 

بات من الضروري اليوم تسييس المجتمع المغربي لتحقيق التوازن الاقتصادي ، والثقافي ، والإجتماعي ، والبيئي ، وأعتقد جازما أن هذا شرط اساسي لضمان نجاح نموذج التنمية التي نتوخاها بعد فشل النموذج التنموي القائم على إقتصاد الريع السياسي ، والاقتصادي الذي يشكل عائقا كسد منيع ضد مسار التقدم المجتمعي الذي أرتهن بخيارات سياسوية ظلت رهينة الحسابات الحزبوية التي لا تخدم الجماهير الشعبية ، ونظرا لكون البنيات الحزبية تعاني من الترهل التنظيمي وتراجع الممارسة السياسية داخل الأحزاب بيميينها ويسارييها في زمن التراجع والتقهقر وخاصة بعد انهيار المعسكر الشرقي وسقوط جدار برلين وتنامي حركة الديمقراطية في كثير من دول العالم ، ظلت أحزابنا تظهر موسمية خلال كل استحقاق انتخابي مما خلق نوعا من الجمود السياسي داخلها وفي غياب التأطير والتكوين للمواطنين تبقى الأحزاب مخصوصة ومخوصصة ، ( مخصوصة تتوجه الى ذوي الحظوة )      ( مخوصصة تتاجر في التزكيات للبرلمان لمن يدفع أكثر ويدخل غمار الحملة الانتخابية ضدا على الديمقراطية المفترى عليها ) ، إذن والمغرب الآن يدخل منعطفا بعدما وصل النموذج التنموي الفاشل إلى أوج تحققه باديا وضوح الشمس من خلال تقارير وتحقيقات حول كثير من المؤسسات التي خضعت للتتبع والمراقبة من طرف المجلس الاعلى للحسابات ، وهنا نطرح السؤال السياسي على الأحزاب التي نتوخى منها فعلا سياسيا حقيقيا في الممارسة السياسية

فهل أحزابنا وجدت من أجل تسييس المجتمع وفسح المجال للطاقات من أجل ضخ دماء جديدة لها تطلعات وطنية برؤية عقلانية تعيد الإعتبار للحياة العامة للمواطنين الذين يئسوا من ممارسات إنتهازية ووصولية أتت على ظهر النسور من سبعة بحور وأتت على كل ماهو حي ومقبور !!؟

Comments (0)
Add Comment