عصر التفاهة : ماض وحاضر مقلق

رأي المواطن//عبدالإله معطوي

 

تواجه المجتمعات حول العالم تحد كبير في هذا العصر المتسارع ، إذ تشهد البشرية ظهور ظاهرة تنتشر بسرعة هائلة و ألا و هي التفاهة، إذ تعكس حالة تدهور تدريجية للمستوى الفكري و الثقافي في المجتمع ما يجعل الإهتمام بالأمور السطحية و الترفيهية التي لا جدوى منها أولوية مطلقة على حساب القضايا الهامة و العمق الفكري و الثقافي .

 

تعد وسائل الإعلام و شبكات التواصل الإجتماعي من أبرز العوامل التي ساهمت في انتشار عصر التفاهة. فقد جعل الإهتمام الزائد بالمشاهير و حياتهم اليومية الروتينية تأثيرا كبيرا في حياتهم الخاصة، بالإضافة إلى تراجع جودة البرامج التلفزيونية و الأفلام و الإعتماد المتزايد على وسائل التواصل الإجتماعي .

 

تنعكس التفاهة على الثقافة العامة للمجتمع إذ يفقد الناس الإهتمام بالقراءة و التعلم المستمر و يستبدلونه بالترفيه السطحي و الأنشطة ذات القيمة المادية العابرة، ما يؤثر على قدرة الأفراد في التفكير النقدي و تحليل القضايا بشكل عميق .

 

إن عصر التفاهة ليست مجرد مشكلة فردية بل هي تحد اجتماعي يتطلب تفكيرا جادا و تدخلا فعالا يجب أن تسعى المؤسسات التعليمية و الإعلامية و الثقافية لترسيخ مبادئ التعلم الذاتي و تعليم المجتمع كيفية التوازن في استهلاك المحتوى التافه مع السعي للمعرفة و الثقافة الحقيقية، قد يكون عصر التفاهة حاضرا لكن يمكننا تغيير هذا المستقبل المقلق.

Comments (0)
Add Comment