شيشاوة:بالصور….جماعة أيت هادي ورجال الدرك الملكي ينجحون في تنظيم الدورة 173لموسم بوعنفير.
رأي المواطن//عثمان حبيب الدين
تنظم جماعة أيت هادي أيام الأحد والإثنين والثلاثاء 28/29/30 غشت 2022 الدورة 173 لموسم بوعنفير ولقد عرف اليومين الاولين من الاحتفال حضور مكثف لساكنة جماعة أيت هادي والجماعات المجاورة وكذلك حضور زوار عديدين من دائرة امنتانوت ومناطق اخرى كشيشاوة ومجموعة من المدن المغربية …. وتميز هذا الموسم بتنظيم مسابقة في التبوريدة عرفت مشاركة فرق متعددة من الخيالة وفاق عدد الفرسان تقريبا 200 منتمين لعشرات السربات من إقليم شيشاوة ومن أقاليم أخرى واستفاد الأطفال من مجموعة من الألعاب الترفيهية التي تم نصبها بالفضاء المجاور للملعب الخاص بالتبوريدة.
والهدف من تنظيم هذا الموسم الديني هو إشعاع ثراء التراث المحلي و جلب اهتمام المتتبعين لهذا النوع من إلتحام ساكنة جماعة أيت هادي بمختلف قبائلها و شرائحها من اجل تبادل التجارب وتقديم أعمال فنية ثقافية للجمهور المتعطش لمثل هذا النوع من الأنشطة .ولقد استمتع الحاضرون بلوحات من فن التبوريدة ابدع خلالها فرسان شباب ينتمون لسربات خطفت الأضواء مؤخرا على الصعيد الإقليمي والصعيد الوطني .
و سهر مجلس جماعة أيت هادي و الذي يرأسه السيد لحسن الغازي على توفير كل الوسائل اللوجيستيكية و التنظيمية لإنجاح “موسم بوعنفير” و ذلك بتنسيق مع السلطات المحلية و الأمنية من قوات المساعدة و مصالح الدرك الملكي التي واكبت عملية المرور واستباب الامن والوقاية المدنية.
و حسب ما عاينت جريدة رأي المواطن بريس فقد شهد اليوم الأول والثاني من “موسم بوعنفير” رقما قياسيا من حيث الزوار و هواة الخيل من كل مناطق الإقليم، الذين حلوا من أجل متابعة العروض الشيقة للفروسية التقليدية.كما اتسم موسم بوعنفير بحسن التنظيم حيث سهرت جماعة آيت هادي وبعض جمعيات المجتمع المدني على توفير الظروف المناسبة وذلك برش ارضية ملعب التبوريدة بالماء باستعمال شاحنات صهاريج لتافدي الغبار الذي يضايق الجمهور المتتبع لمنافسات التبوريدة ،كما عملت ذات الجماعة على تهيئ مواقف للسيارات لتفادي الازدحام .
وكما أن الموسم السنوي “بوعنفير” او ما يصطلح عليه “البخاري” سيعرف ختم البخاري بمسجد زاوية بوعنفير بحضور أئمة ومسؤولي المجلس العلمي وطلبة بالزاوية نفسها.
وقدم الفرسان المشاركون والذين يمثلون مختلف مناطق الإقليم خلال هذه التظاهرة الدينية والثقافية، عروضا فن التبوريدة شكلت لوحات احتفالية فلكلورية لهذا الفن التراثي، الذي يبرز الاهتمام البالغ بتقاليد الفروسية وموروثها كرمز للذاكرة الثقافية المغربية ومدى تشبث المغاربة بتربية الخيول بحكم ارتباطهم التاريخي بالفرس وتنوع استعمالاته.
للإشارة فالمدرسة العتيقة ببوعنفير تأسست عام 1262 هجرية من طرف الشيخ أحمد أرسموك الذي توفي عام 1312 هجرية ودفن بها حيث يوجد ضريحه بمحاذاة المسجد الحالي.
وتعتبر هذه المدرسة من دور الحديث في العالم الإسلامي حسب ما جاء في كتاب “دور الحديث في العالم الإسلامي” للدكتور الحسين الوجاج.
وقد جرت العادة أن يتم الاحتفال بهذه الذكرى الصوفية في 4 شتنبر من كل سنة. إلا أن تزامن الموسم مع الدخول المدرسي دفع بالمجلس الجماعي و القيمين على المدرسة إلى تقديم موعده.
والمدرسة العتيقة لبوعنفير لها إشعاع يتجاوز الحدود ولها محبين في الشقيقة الجزائر وكذا في باقي دول شمال إفريقيا.
ويمتاز موسم بوعنفير بكونه موسما دينيا لتلاوة القرآن والأمداح النبوية. كما أن القيمين عليه ينأون بأنفسهم عن الذبيحة على الضريح بخلاف ما تعرفه بعض المواسم من مظاهر الشرك التي تنفر العديد من الزوار نظرا لمخالفتها للشرع. كما أن المناسبة تشهد من حين لآخر حفل تخرج بعض الطلبة الذين تناط بهم مسؤولية الإمامة في مساجد عبر التراب الوطني.
ويلعب موسم بوعنفير دور في الترويج للمنتوج الثقافي والسياحي للمنطقة، والذي من شأنه أن يفتح آفاقا واعدة لتطويره في المستقبل ليأخذ في عين الاعتبار خصوصيات المنطقة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .