بقلم :أحمد الشرفي
في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والذي بموجبه تمت إعادة هيكلة الباعة المتجولين بالفضاء التجاري للقرب أناسي والتي كانت من أولى التجارب الرائدة بمنطقة البرنوصي سيدي مومن ، بحيث تم تأطيرهم واحتوائهم وضمان لهم مورد العيش الكريم يحفض كرامتهم و آدميتهم ، وقد لعبت السلطة المحلية دورا كبيرا في تفعيل سياسة القرب بالمنطقة وذلك لتسهيل عملية التسوق .
وقد لقيت الأسواق النموذجية نجاحا كبيرا ومنقطع النظير بفضل جودة المعروضات والهندسة الجميلة التي تتميز بها الدكاكين والتنظيم المحكم لهاته الأسواق ، وقد استحسنت الساكنة هذا المولود الجديد وخاصة ساكنة حي أناسي و التي عبرت عن شكرها للمجهودات التي يقوم بها رجال السلطة المحلية على احتضانهم للباعة المتجولين وإعادة هيكلتهم في هاته الأسواق النموذجية .
لكن بعض الأشخاص والذين يعتبرون من أعداء النجاح قد ألفوا العيش وراء العربات المجرورة بالدواب وقيادة الحمير والبغال واستهلاك المخدرات لم يستسيغوا هذا النمط الجديد والجميل الذي يخول للمستفيدين مزاولة تجارتهم في ظروف جيدة ونقية شدهم الحنين الى أيام الخوالي واحتلال الملك العام و بدأو يخططون لإفشال هذا المشروع بوضع العشرات من العربات المجرورة بالدواب وملإها بالخضر والفواكه أمام السوق النمودجي بحيث أنهم أفسدو جمالية السوق مما جعل أصحاب المحلات التجارية داخل السوق النمودجي يستنكرون هذا الفعل الدنيء وهو ما أثر سلبا على تجارتهم والتي بدأت تنهار أمام أعينهم وبوار سلعهم ، ليقومو بمطالبة السلطة المحلية بالتدخل السريع والجاد لإنقاذ الوضع ، لأنهم مطالبون بأداء واجبات الكراء بخلاف أصحاب العربات الذين لايدفعون شيئ .
وفور علم السيد عامل جلالة الملك بعمالة مقاطعات سيدي البرنوصي بالموضوع أعطى تعليماته الصارمة وكذلك السيد رئيس الشؤون الذاخلية لرجال السلطة المحلية بملحقة أناسي وعلى رأسهم السيد القائد الذي قام رفقة خليفته وأعوان السلطة بالعمل على تحرير محيط السوق من أصحاب العربات المجرورة والمدفوعة مآزرين بأفراد من القوات المساعدة و بمساندة من رجال الأمن بدائرة اناسي وتحت الإشراف الفعلي للسيد الباشا ،ليتم تمشيط جنبات السوق من هؤلاء الذخلاء ، وهكذا أصبحت الأزقة المجاورة للسوق خالية من الباعة المتجولين والعربات المجرورة الشيء الذي أعطى من جديد دعما ونفسا جديدا للمشروع وهو ما ساهم في الحفاظ على حركة المرور كما أضفى جمالية على الحي وهو ماخلف استحسانا لدى باعة السوق والساكنة على حد سواء .