بقلم أحمد الشرفي
بالرغم من المجهودات الجبارة التي يبذلها السيد رئيس الأمن بمنطقة مولاي رشيد على إستتباب الأمن بالمنطقة ومحاربة العنف بكل أشكاله تستمر الجريمة لأن لها إرتباط أزلي بتاريخ البشرية ، فمهما تعب الإنسان في البحث عن المدينة الفاضلة لن يجدها إلا في كتب سقراط .
كذلك هو الشأن بمنطقة مولاي رشيد فإن قلة العناصر الأمنية والخصاص الكبير في الوسائل اللوجستيكية ، يجعل المنطقة المذكورة أعلاه تعرف بعض النقاط السوداء والتي يعمل رجال الأمن جاهدين للقضاء عليها ، ولأن المسؤولية لايتحملها رجال الأمن وحدهم في هاته المنطقة التي تتوفر فيها كل الظروف الملائمة للتشجيع على ارتكاب الجريمة . وفي هذا السياق فإن السيد عامل جلالة الملك على مقاطعات مولاي رشيد يسعى جاهدا بدوره وذلك من خلال الخرجات الميدانية والإستماع لمشاكل المواطنين ، وحث رجال السلطة على بذل جهود مضاعفة والعمل المتواصل للإرتقاء بالمنطقة بالرغم من ضعف الإمكانيات والميزانية المحدودة التي تتوفر عليها العمالة بالمقارنة مع الخصاص المهول الذي تعرفه المنطقة ، وفي هذا الإطار فإن المسؤولية الكاملة تتحملها السلطة المنتخبة والأسرة الصغيرة بشكل كامل ، وهذا راجع إلى كون السلطة المنتخبة تتحكم في ميزانية ضخمة كما أن لها جدور بمجلس المدينة و يعتبرون من أصحاب القرار فيه ، لهذا فكيف يعقل أن يتركو معظم الشوارع من دون إنارة عمومية ويساهمون في إنتشار المباني المهجورة والتي تستغل كأوكار تأوي المنحرفين وقطاع الطرق ناهيك عن العديد من الشوارع الغير معبدة ، كما أن العزلة التي تعيشها بعض الأحياء التي تمت مؤخرا إعادة إيواء ساكنتها ، وإنتشار أصحاب العربات المجرورة بالدواب وكثرة البطالة وغياب دور للشباب ، والمؤسسات التي تعنى بمشاكل الشباب ومحاربة الإدمان……..
وفي ظل هذا الخصاص المهول وكل هاته الظروف مجتمعة كلها عوامل تساهم بشكل كبير في تربية الجريمة بشتى أنواعها .
و في هذا الإطار فقد قام السيد هشام البلغيتي رئيس المنطقة الأمنية مولاي رشيد رفقة كافة أجهزته على إثر مجموعة كبيرة من التذخلات المفاجئة والحملات المنظمة بالقضاء و بشكل نهائي على جل أوكار تجار المخدرات و الخمور ، كما قاد رفقة الشرطة القضائية المحلية العديد من الحملات و التي أسفرت بدورها عن إعتقال عدد كبير من المبحوث عنهم وحجز كميات مهمة من الممنوعات ، وهذا ما إستحسنته الساكنة وبشهادة كل المتتبعين للشأن المحلي ، فكل التذخلات التي قادها السيد رئيس الأمن والتي كانت في معظمها تتسم بالحرفية لأنه كان يحكمها بقبضة من حديد ، وهو ما جعله يكبح من خلالها جماح أخطر المجرمين بالمنطقة وهذا بشهادة المجتمع المدني بكل أطيافيه .
وتجدر الإشارة أن منطقة مولاي رشيد رغم سمعتها السيئة فإنها لاتوجد بها عصابات ولا جريمة منظمة ولا جرائم عابرة للقارات كالارهاب وغسيل للأموال أو التجارة في البشر بل كل الجرائم التي تقع و وقعت مؤخرا فهي غالبا ما كانت تصدر عن مراهقين طائشين يتعاطون المخدرات تتحمل الأسرة و السلطة المنتخبة المسؤولية في شأنهم أكثر من غيرهم ، لأنهم ضحية سياسات فاشلة لسلطة منتخبة لم تفي بوعودها الكاذبة إزاء ساكنة المنطقة التي اتنتظرت منها الكثير وبحكم البيئة والهشاشة التي تعيشها ساكنة المنطقة .
كما أن مساهمة السيد والي مدينة الدارالبيضاء في إستقرار الأمن بشكل جيد بمنطقة مولاي رشيد وذلك من خلال مد المنطقة بوسائل لوجستيكية ساهمت في دعم رجال الأمن بشكل كبير ، كما لا ننسى كذلك التعليمات الصارمة والتتبع اليومي ، والتي كانت نتيجته تدني نسبة الجريمة وجعلها تتقلص وبشكل ملحوض يوما بعد يوم . كما تم تطعيم المنطقة أثناء الحملات الأمنية بعناصر محترفة من الفرقة الولائية وهو ماجعل الجهود تتضافر و تلتحم بهدف القضاء على بؤر التوتر نهائيا وهو ماتحقق بالفعل في منطقة كانت بالأمس القريب مثالا يضرب بها المثل في الفوضى والجريمة بكافة أشكالها ….