قصر البحر في آسفي: تأريخ جليل يواجه تحديات الإهمال” فهل زيارة نزار بركة الخميس التقبل ستعيد الإعتبار إليه

 0

“قصر البحر في آسفي: تأريخ جليل يواجه تحديات الإهمال” فهل زيارة نزار بركة الخميس التقبل ستعيد الإعتبار إليه

 

عبدالرحمان السبيوي

تعتبر قلعة قصر البحر في مدينة آسفي من المعالم التاريخية الهامة، حيث بنيت في أوائل القرن السادس عشر على يد البرتغاليين. ورغم أهميتها الثقافية والتاريخية، إلا أن هذا المعلم البحري يواجه تحديات خطيرة نتيجة الإهمال الذي تعرض له على مر العقود.

تظهر علامات الإهمال جلية في هيكل قصر البحر، حيث بدأت القواعد تهدد بالانهيار نتيجة للظروف الجيولوجية والجوية القاسية. تصدعت الهياكل بفعل هزات الأمواج المستمرة، وخاصةً خلال العواصف الشتوية الشديدة، مما أدى إلى انهيار جدار على الجانب الغربي من القلعة في فترة ما بين عامي 2001 و2004.

تفاقمت المشكلة بسبب التوسع في بناء ميناء آسفي في عام 1930، حيث تسببت الحواجز الخرسانية المسلحة في تآكل الصخور التي تشكل قاعدة القلعة. ومع تقدم الزمن، زادت حركات زعزعة الاستقرار في قلعة قصر البحر، ما أدى إلى انهيار جدار آخر وإغلاق الموقع أمام الزوار في عام 2010.

للتصدي لهذه التحديات، بدأت السلطات في عام 2000 مشروعًا لتقوية القلعة، حيث تم ملأ الشقوق والتصدعات بالخرسانة المسلحة. ومع ذلك، لم يكن هذا الحلاً فعّالًا بسبب الطبيعة الصخرية التي بنيت عليها القلعة.

في ظل هذا الوضع، تم التدخل في العام 2021 بمشروع ترميم قلعة قصر البحر بتمويل يصل إلى 134 مليون درهم مغربي. تشمل هذه المشاريع الأبحاث والدراسات، وتحصين الجرف الأموني، وأعمال الترميم والتحديث لتحويل الواجهة البحرية إلى مركز تراث بحري وطني.

من خلال هذه الجهود، يأمل المغاربة في الحفاظ على تراثهم الثقافي وضمان استمرارية جمال ورونق قصر البحر كمعلم تاريخي يروي قصة العبور والمقاومة عبر العصور

اترك رد