الفنان الامازيغي في الواجهة

تقرير :اسماعيل ايت المدن

*ولد الحسين افروك في مراكش وبالضبط اقليم الحوز بدأ مسيرته الفنية سنة 1999 وقد شاركة في عدة مهرجانات وطنية ومحلية وقاده شغفه للغناء للدهاب الى مدينة الدار البيضاء وتعرف على عدة مجموعات غنائية ومسيقية لصقل موهبته وكسب التجريبة…

الفنان الحسين افروك صوت الهامش ، اشعاع الماضي و ذاكرة المستقبل

من اجل تنوير الرأي العام بعالم الفن والفنانين والذي دأبت الجريدة على النبش فيه خصصت هذه الحلقة للفن الأمازيغي و تطرقت للريس “الحسين افروك ” أمازيغي أصيل حيث يتميز هذا الفنان بصوته الجبلي، مقطوعاته صافية ،هادئة ، وراقية و باح من خلالها بكل الآلام والآهات…في صوته تتلمس عمق جروحه و تشعر بدفئ أحاسيسه ، لم يغني يوما من أجل الشهرة و المال، فالرجل لم يكن يحركه منطق السوق و الإستهلاك، إذ كان يفضل جلسة حميمية مع رفاقه ممن يشاركونه نفس الهموم و اللحن الحزين لقد غنى من أجل الجميع ، غنى بالأمازيغية المغربية و ظل و فيا لها طوال حياته ،معتبرا إياها جنسيته و هويته الوحيدتين ، لم يقبل أن يغني باللسان الدارج المغربي إيمانا منه بأن همه لن يتحمل عناءه غير لغة تعرف تماما معنى همه ، و ربما أصلا هي همه . لقد غنى بأسمى المعاني و أرق الأحاسيس ، و ظل في عيون الامازيغيين وكل الغيورين على الفن الأمازيغي الأصيل مفخرة لهم ، الحسين افروك هو الريس الذي يستحق كل التقدير والاحترام والتتبع فلابد من تشجيعه ليستمر على هذا المنوال، وهو الانسان الخلوق قبل ان يكون فنان

 

لقد مثل صوت الهامش المغربي و بالضبط في شقه الأمازيغي ، و استطاع بحنجرته الفريدة أن يستحضر وينشر الثقافة الأمازيغية الراقية في كل أغانيه والدليل على قوته وقدرته انه ابدع بشكل مباشر امام جمهوره و ليس عن طريق (بلاي باك ) او الوسائل الاخرى .

 

وفي نبش للجريدة وجدت هذا الفنان المناضل الأمازيغي لم يكن يغني من أجل الغناء ، لأنه كان مؤمنا بأن دروب اللحن الحزين تحمل رسالة كبيرة مأهولة بالتاريخ و الحس الجغرافي وتراكم دلالي ضخم ، كمال كانت له المقدرة على جمع كل هاته المكونات و تفتيق عصارتها الغامضة على شكل طلاسم غنائية تبوح بأسرار لا تثويها مذكرات التاريخ الرسمي و لا تحتويها الكتب المدرسية.

 

لقد جسد الحسين افروك صوت الهامش المغيب في الثقاقة الرسمية المغربية . اغانيه كانت تحتج في صمت ،و تبوح بالحقيقة بدون ضجيج ، حقيقة الهامش ،حقيقة التاريخ ،حقيقة تشعرك بوضوح و بلمسة سحرية خارقة للعادة بأنها شعاع من الماضي و ذاكرة للمستقبل، ويعتبر الحسين افروك من بين الذين يمتلكون غيرة على الحفاظ على هذا الموروث الامازيغي الاصيل …

 

فالجريدة لاتمدح ولا تجامل هذا الفنان لكن فقط تنقل الحقيقة في حقه ففيديوهاته واعماله المتميزة دفعتنا للتطرق لهذه الشخصية الخلوقة و التعريف بها ، على اي فلكل مقام مقال ولكل مجتهد نصيب ولكل فن طرب…

اترك رد