رأي المواطن//اسماعيل ايت المدن
من اجل تنوير الرأي العام بعالم الفن والفنانين والذي دأبت الجريدة على النبش فيه خصصت هذه الحلقة للفن الأمازيغي و تطرقت للريس “الحسين افروك ” أمازيغي أصيل حيث يتميز هذا الفنان بصوته الجبلي، مقطوعاته صافية ،هادئة ، وراقية و باح من خلالها بكل الآلام والآهات…في صوته تتلمس عمق جروحه و تشعر بدفئ أحاسيسه ، لم يغني يوما من أجل الشهرة و المال، فالرجل لم يكن يحركه منطق السوق و الإستهلاك، إذ كان يفضل جلسة حميمية مع رفاقه ممن يشاركونه نفس الهموم و اللحن الحزين لقد غنى من أجل الجميع ، غنى بالأمازيغية و ظل و فيا لها طوال حياته ،معتبرا إياها جنسيته و هويته الوحيدتين ، لم يقبل أن يغني باللسان الدارج المغربي إيمانا منه بأن همه لن يتحمل عناءه غير لغة تعرف تماما معنى همه ، و ربما أصلا هي همه . لقد غنى بأسمى المعاني و أرق الأحاسيس ، و ظل في عيون الامازيغيين وكل الغيورين على الفن الأمازيغي الأصيل مفخرة لهم ، الحسين افروك هو الريس الذي يستحق كل التقدير والاحترام والتتبع فلابد من تشجيعه ليستمر على هذا المنوال، وهو الانسان الخلوق قبل ان يكون فنان
لقد مثل صوت الهامش المغربي و بالضبط في شقه الأمازيغي ، و استطاع بحنجرته الفريدة أن يستحضر وينشر الثقافة الأمازيغية الراقية في كل أغانيه والدليل على قوته وقدرته انه ابدع بشكل مباشر امام جمهوره و ليس عن طريق (بلاي باك ) او الوسائل الاخرى .
وفي نبش للجريدة وجدت هذا الفنان المناضل الأمازيغي لم يكن يغني من أجل الغناء ، لأنه كان مؤمنا بأن دروب اللحن الحزين تحمل رسالة كبيرة مأهولة بالتاريخ و الحس الجغرافي وتراكم دلالي ضخم ، كمال كانت له المقدرة على جمع كل هاته المكونات و تفتيق عصارتها الغامضة على شكل طلاسم غنائية تبوح بأسرار لا تثويها مذكرات التاريخ الرسمي و لا تحتويها الكتب المدرسية.
لقد جسد الحسين افروك صوت الهامش المغيب في الثقاقة الرسمية المغربية . اغانيه كانت تحتج في صمت ،و تبوح بالحقيقة بدون ضجيج ، حقيقة الهامش ،حقيقة التاريخ ،حقيقة تشعرك بوضوح و بلمسة سحرية خارقة للعادة بأنها شعاع من الماضي و ذاكرة للمستقبل، ويعتبر الحسين افروك من بين الذين يمتلكون غيرة على الحفاظ على هذا الموروث الامازيغي الاصيل …
فالجريدة لاتمدح ولا تجامل هذا الفنان لكن فقط تنقل الحقيقة في حقه ففيديوهاته واعماله المتميزة دفعتنا للتطرق لهذه الشخصية الخلوقة و التعريف بها ، على اي فلكل مقام مقال ولكل مجتهد نصيب ولكل فن طرب…