رسالة مفتوحة الى السيد مندوب إدارة السجون من عميد المعتقلين أحمد الشنتوفي

رسالة مفتوحة الى السيد مندوب إدارة السجون من عميد المعتقلين أحمد الشنتوفي ..

 

بعد قرابة ثلاثة عقود من المعاناة وراء القضبان، بعيداً عن الحياة ومُبعداً عن الأهل والاحباب.. بعد كل هذه السنوات العجاف أجد نفسي مُطالبا بتذكير جنابكم المحترم بالالتفات الى قضيتي من جانب إنساني فضلا عن الاعتبارات الحقوقية.. إنني اليوم أعاني أكثر من أي وقت مضى من متاعب صحية جمّة ويكاد قلبي أن يُخلع من مكانه من شدة الآلام وتكاد نفسي أن تتمنى الموت الرحيم بدل تجرع مرارة الاهمال والتهميش من لدن القائمين على إدارة أشهر مؤسساتكم السجنية بمدينة القنيطرة.. ورغم تطرق مختلف المنابر الاعلامية الوطنية والهيئات الحقوقية لحالتي الصحية ووضعيتي الحرجة ومسيرة معاناتي التي تقارب 27 سنة.. فإن مندوبيتكم الموقرة تصر على سياسة الآذان الصماء مكتفية بترديد أسطوانة العام زين

إنني أدعوكم اليوم بإسمكم وصفتكم و”تاريخكم النضالي” وبإسم “هويتكم” الوطنية وغيرتكم على سمعة البلد الحقوقية وبإسم كل الشعارات والخطب والرسائل التي قمتم بتدبيجها طوال سنوات للرد على المنظمات الحقوقية الدولية المنتقدة لسياساتكم

أدعوكم سيدي المندوب المحترم لتحمل كامل مسؤوليتكم الادبية والاخلاقية والقانونية والانسانية والتعجيل بإعطاء تعليماتكم لإدارة سجن القنيطرة من أجل فك الحصار المضروب على صحتي العليلة وقلبي المنهك والسماح لي بحق التطبيب كاملا غير منقوص وأخد العلاجات الضرورية المستحقة بالنظر لطول إقامتي بمعتقلات مندوبيتكم الموقرة.. ولست في حاجة لإرفاق هذه الرسالة بوثائق أو شواهد طبية او سيرة سلوكية لأن شبكة الانترنيت تفيض بالمعطيات المتعلقة بملفي القانوني والطبي والحقوقي وبرسائلي وشكاياتي ومتاعبي فأنا اليوم ولا فخر قيدوم المعتقلين المغاربة وكاتم أسرار ثلاثة عقود من تاريخ السجون بالمغرب.. وأرجو من الله العلي القدير أن يوفقني للخروج حيا من قلاعكم الحصينة ومعانقة الحرية من جديد وتوقيع موسوعتي عن “الحياة السجنية بالمغرب بين عهدي المديرية والمندوبية” وخدمة الرسالة الحقوقية وإغناء الخزانة السجنية الوطنية بتاريخ مجيد من الكفاح ضد الظلم والاستغلال والقتل البطيء

إنني أدعوكم اليوم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإصلاح ما يمكن إصلاحه وتدارك ما تم التفريط بشأنه طوال ثلاثة عقود من المعاملة اللانسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوقي الدستورية والانسانية… وسواءً قُمتم بما تُمليه عليكم واجبات المنصب المنوط بكم وحقوق الكرسي الممنوح لكم.. أو تجاهلتم مضمون هذه الرسالة.. فإنني أؤكد لكم أن “شهادتي” ستكون مسك الختام لمعاناتي ومعاناة أجيال وأجيال من أبناء وطننا الحزين.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

مصطفى شكري

اترك رد