منظمة الدولية للعمل التطوعي والتنمية بالمغرب، قيمة مضافة للمجتمع المدني
بقلم عادل خالص
عن جريدة النهضة الدولية فرع إقليم صفرو
المنظمة الدولية للعمل التطوعي والتنمية بالمغرب، قيمة مضافة للمجتمع المدني
يُمكن تعريف المُجتمَع المدنيّ بكونه مجموعة من التّنظيمات والمُؤسّسات ذات الطّابع الاجتماعيّ والتّطوعي التي تَملأ المجال العام بين الفَرد من جِهة والدّولة من جهة أُخرى.
وهذه التنظيمات التطوعية الحرة تنشأ لتحقيق مصالح أفرادها أو لتقديم خدمات للمواطنين أو لممارسة أنشطة إنسانية متنوعة، وتلتزم في وجودها ونشاطها بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والمشاركة والإدارة السلمية للتنوع والاختلاف.
ومن هذا المنطلق، وإيمانا بالدور الريادي للمجتمع المدني الهادف إلى خدمة المواطنين وخدمة الصالح العام للوطن، وكذا بأهمية العمل التطوعي باعتباره الركيزة الأساسية التي تساهم بشكل كبير في بناء المجتمعات، وبكونه من أهم الآليات لتحقيق التنمية المستدامة التي تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الاجتماعية والبيئية إلى جانب الأبعاد الاقتصادية لحسن استغلال الموارد المتاحة تلبية لحاجيات الأفراد مع الاحتفاظ بحق الأجيال القادمة، انعقد يوم الأحد 26 يونيو 2022م بمدينة مكناس جمعا عاما لتأسيس جمعية سميت ب “المنظمة الدولية للعمل التطوعي والتنمية بالمغرب” وتكون مكتبها المسير من خمسة عشر عضوا برئاسة السيدة نعيمة جلال.
وقد نصت المنظمة بقانونها الأساسي على عدة أهداف تمثلت في العمل على تنمية المجال الترابي الذي تشتغل به وتأهيله اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وكذا تحقيق الحكامة والتنمية، وذلك من خلال تسطير مجموعة من البرامج التي همت مجالات المرأة والطفل ورعاية الأسر، والاهتمام بالأيتام والأرامل والعجزة، والمساهمة في توفير الخدمات الاجتماعية وتطوير الجانب الإبداعي والمهني للساكنة، فضلا على الحرص على حماية البيئة، مع التأكيد على ضرورة تنمية العالم القروي وتطويره.
كما حددت المنظمة مجموعة من الوسائل والآليات التي يمكن اعتمادها لبلوغ الأهداف المسطرة والمتمثلة في العديد من الأنشطة الإشعاعية الثقافية والتربوية والاجتماعية من قبيل اللقاءات والندوات والورشات والدورات التكوينية والرحلات …، وكذا تنظيم القوافل الطبية وحملات التبرع بالدم فضلا عن إنجاز أنشطة وبرامج على مستوى البيئة والأرياف وأخرى تتعلق بالتكوين والتنشيط السوسيو تربوي، مع العمل على إبرام اتفاقيات للتعاون والشراكة مع الإدارات والمؤسسات العمومية المحلية والمصالح الخارجية للوزارات والمنظمات والجمعيات المدنية الوطنية والدولية، وغيرها من الآليات التي سارعت المنظمة فور تأسيسها إلى تجسيدها على أرض الواقع من خلال إنجاز العديد من الأنشطة جمعت بين الاهتمام بالشؤون المحلية والانفتاح على المحيط الوطني والدولي، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر ما قامت به من مبادرات رمضانية كموائد الرحمان وحفل حناء وتوزيع ملابس العيد على المحتاجين والمرضى فضلا عن إنجاز العديد من البرامج التكوينية والتوعوية التي كانت تبث عن بعد طيلة أيام الشهر الفضيل، مع التأكيد على الجهود الجبارة التي بذلتها في جمع وإيصال قوافل المساعدات للمناطق المتضررة من جراء الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في الثامن من شهر شتنبر المنصرم، حيث تم تخصيص الجسر التضامني الأول لمنطقة الحوز والثاني لنواحي ورزازات مع التأكيد على استمرار توجيه قوافل التضامن للمناطق النائية والمحتاجة للمساعدات، بالإضافة إلى قيامها بعقد اتفاقية شراكة وتعاون مع جمعية النسيم النسائية للتضامن الاجتماعي بطرفاية، ومبادرة بصمات شبابية بالأردن، وكذا تنظيم دورات تكوينية لفائدة رؤساء الجمعيات من تأطير مدربين وطنيين ودوليين مع توزيع شواهد مشاركة على المشاركين بهذه الدورات التكوينية، فضلا عن تنظيم ندوة دولية الرباط بحضور ممثلي العديد من الدول الأجنبية وغيرها من الأنشطة التي أنجزت والتي تمت برمجتها على المدى القريب والتي لا يسع المجال لحصرها، مما أهل المنظمة وفي ظرف وجيز للحصول على عضوية مؤسسات دولية كعضوية الاتحاد العربي للمنظمات غير الحكومية وكذا الاتحاد الدولي للأكاديميين، مما يدل على نشاط ودينامية كل أعضاء المنظمة الدولية للعمل التطوعي بالمغرب التي هي بلا شك قيمة مضافة للعمل الجمعوي وللمجتمع المدني بالمغرب.