رأي المواطن/بواسطة ذ.مصطفى حناوي الكاتب العام لمؤسسة إبراهيم الروداني للدراسات والأبحاث
بسم الله الرحمان الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الانام،
اخواني اخواتي، ونحن بين برازخ هؤلاء الموتى والشهداء ضحايا الزلزال الذي ضرب بلادنا نعطي الانطلاقة لورش مستقبلي جديد لمؤسسة إبراهيم الروداني للدراسات والأبحاث على الأمد القصير والمتوسط.
نعم، دراسة الماضي وحفظ الذاكرة من أهم اوراشنا وسيبقيان خدمة لتاريخ المقاومة لكننا نعيش في عالم يتطور ويتسع الى الأمام مكانا وزمانا وأرضنا تسافر بنا الى أقدارنا.
الماضي والذاكرة مدرسة شامخة حبلى بالمواعظ والعبر لذا وجب على مرتاديها التخرج و العمل بما تعلموه على بلورته لما يخدم المستقبل.
لذا نعلن لكم افتتاح مشروع الورش الأهم الا وهو ولادة مقاومة ناشئة مستقبلية لرصد كل ما يهدد الوطن والعباد والعرض والقيم المشتركة لكل المغاربة صغارا وكبارا إناثا وذكورا بالداخل وحتى بالخارج.
العالم يتحول والمخاطر تتنوع وتتقاذف فمن كان امنا بالأمس القريب بات اليوم خربا ومتقطع الأوصال.
الحمد لله قادتنا وعلى رأسهم ملكنا وتاج رأسنا محمد السادس الهمام وفروا وما يزالون الأمن والسلام لمغربنا الحبيب.
لكن من دورنا كمؤسسة واعية بدورها ومسؤولة أمام كل مكونات الشعب أن نهتم بتتبع ورصد كل الإرهاصات التي قد تبدي تغيرا في الأحوال في كل الميادين الإقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية وهذا لتقديم تقارير لقادتنا تكون دعامة نوعية وكمية دوريا لما يتم التوصل اليه وتوصيات منسجمة مع توجهات مؤسستنا الملكية الشريفة ووحدتنا الترابية ورفاهية كل مغربي ومغربية داخل البلاد وخارجها بإذن الله.
هكذا نكون قد خرجنا من نمطية المقاومة الدفاعية الى المقاومة الإستباقية التي أبان عليها التضامن المغربي بكل مكوناته داخل الوطن وخارجه بقيادة عظيم أمتنا مولانا الإمام أدام الله عزه وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم جلالة الملك محمد السادس نصره الله وآيده والذي إختلط دمه الزكي بدم المغاربة لتقديم دمه لضحايا الزلزال من مصابين وجرحى ، سلوك حضاري وإنساني عميقين أبانا على أبوة ملك في إنصهار وجداني مع شعبه ملك وشعب يصنعان الملاحم والبطولات للتاريخ الوطني المجيد في السراء والضراء أبهرت العدو قبل الصديق ، ومن هذا المنطلق المرجعي للقيم الملكية السامية التي توارتها المغاربة لخير دليل على التلاحم والرباط المقدس للمملكة المغربية الشريفة الضاربة في قيم التسامح ، والتعايش ، والتكافل ، والتضامن .
إذن كمؤسسة وطنية مستقلة تنتمي للمجتمع المدني ( مؤسسة إبراهيم الروداني للدراسات والأبحاث )
لنمكن انفسنا من سلاح نجاعته تكمن في استباق الرصد واقتراح الحل مع الرد المفاجئ والسريع
من خلال هذا المشروع وضمن اطار اتفاقي يتم اقتراحه لاحقا مع احدى المؤسسات الوطنية سنلتزم بتكوين عدد من رجالها على مبادئ المقاومة وتقنياتها على يد خبراء تتم استضافتهم وخاصة في المجالات التنموية الخلاقة وخاصة بعد كارثة الزلزال لدراسة المجال القروي وتشخيص حاجياته الضرورية برؤية ثاقبة تساهم في تعزيز التعاون بين كل المؤسسات المدنية الوطنية مع إشراك كل الفاعلين الاقتصاديين والخبراء في المجال الإجتماعي ومن هنا نكون قد إستلهمنا روح المقاومة المغربية للنهوض بأوضاع العالم القروي وفك العزلة بخلق بنيات تحتية وطرقية بالجبال تستجيب وتطلعات الساكنة من خلال تعميق التفكير في إعادة إعمار جديدة تستجيب لخصوصيات العمران الحديث مع الحفاظ على الموروث العمراني المغربي .