أرأي المواطن/
كد جاسم عبد العزيز الجاسم، الرئيس التنفيذي لبطولات كرة القدم في قطر، أن هناك اتصالات ومشاورات جارية مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لبحث إمكانية إيجاد فارق زمني مناسب بين موعد إقامة كأس العرب “فيفا 2025″، ونهائيات كأس إفريقيا للأمم، المقررة في المملكة المغربية بين ديسمبر 2025 ويناير 2026.
وأوضح الجاسم، خلال لقاء صحفي عقد على هامش حفل سحب قرعة كأسي العرب والعالم لأقل من 17 سنة، أن بطولة كأس العرب كانت مبرمجة سلفا في موعدها المحدد، بناء على اعتماد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) لفصل الصيف موعدا لإقامة “الكان” في المغرب. لكن، ومع تأجيل البطولة الإفريقية إلى فصل الشتاء، نشأت تحديات زمنية.
وأشار إلى أن اختيار “الفيفا” لشهر يونيو موعدا لإقامة كأس العالم للأندية بنسخته الجديدة بمشاركة 32 فريقا، زاد من صعوبة تحديد تاريخ مناسب يضمن التباعد المطلوب بين البطولتين. كما أن جدول الفعاليات الرياضية في قطر حال دون تأجيل كأس العرب لما بعد يناير 2026.
وأكد الجاسم أن الطرفين، القطري والمغربي، تفهما حجم الإكراهات المطروحة، لا سيما أن انطلاق كأس إفريقيا سيأتي بعد ثلاثة أيام فقط من اختتام كأس العرب. وأضاف أن التزام منتخبات شمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ومصر) بالمشاركة في “الكان” بلاعبيها الأساسيين، فرض الاعتماد على تشكيلات من اللاعبين المحليين أو الشباب في بطولة كأس العرب.
وتمنى الجاسم النجاح للمغرب في تنظيم نسخة استثنائية وتاريخية من كأس إفريقيا، مشيرا إلى أن المملكة وفرت جميع المتطلبات لإنجاح الحدث القاري. كما شدد على أن قطر تسعى لتنظيم النسخة الثالثة من كأس العرب في موعد يخلو من الضغوط وتزاحم البطولات، وتواصل التنسيق مع “الفيفا” لضمان توقيت ملائم لنسخة 2029.
وفي جانب آخر، أوضح الجاسم أن استضافة قطر لبطولتي كأس العالم للناشئين وكأس العرب تهدف إلى استمرار حالة الزخم الكروي التي تشهدها الدوحة، حيث تستضيف قطر خمس نسخ متتالية من كأس العالم لأقل من 17 سنة، أولها في نوفمبر المقبل بمشاركة 48 منتخبا، للمرة الأولى في تاريخ بطولات الفيفا.
وتعقب البطولة مباشرة إقامة كأس العرب في الدوحة للمرة الثانية تواليا بعد دورة 2021، على أن تستضاف للمرة الثالثة في أفق 2029.
وأشار الجاسم إلى أن بطولة كأس العرب 2025 ستقام في ستة ملاعب مونديالية، هي: “البيت”، “لوسيل”، “خليفة الدولي”، “أحمد بن علي”، “974”، و”المدينة التعليمية”. وستقام مباراة الافتتاح في ملعب “البيت” يوم 1 ديسمبر 2025، فيما يحتضن ملعب “لوسيل” المباراة النهائية يوم 18 من الشهر نفسه.
وتوقع أن تشهد البطولة حضورا جماهيريا وفنيا كبيرا، نظرا لمشاركة أبرز لاعبي المنتخبات العربية، خاصة في ظل تزامنها مع توقف بعض الدوريات في منتصف الموسم. وبين أن الملاعب المختارة سبق أن استضافت نهائيات كأس العالم 2022، وأصغرها يتسع لـ40 ألف متفرج، ما يعكس التوقعات بحضور جماهيري ضخم.
وأضاف أن اللجنة المنظمة تضع اللمسات الأخيرة على خطة ترويجية كبيرة للبطولة، وتتضمن مقترحا لجولات للكأس العربية في عدد من المدن العربية. وأكد على تسهيل إجراءات حضور الجماهير، على غرار ما حدث في كأس العالم وكأس آسيا 2023، إذ تشهد الدوحة أجواء مثالية في تلك الفترة من العام.
وفيما يتعلق بكأس العالم للناشئين، أشار الجاسم إلى أن جميع المباريات ستقام في أكاديمية “سباير”، باستثناء المباراة النهائية التي ستقام في ملعب “خليفة الدولي”. كما سيتم تنظيم ثماني مباريات يوميا، ما يتيح للمشجعين مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم دون الحاجة لمغادرة المكان.
وسلط الضوء على مكاسب قطر من استضافة البطولتين، في مقدمتها المكاسب السياحية، متوقعا حضور جماهيري كثيف لمتابعة منتخبات بلادهم، خاصة بعد تجربة مونديال 2022 التي شهدت توافد جماهير كبير إلى الدوحة.
واختتم الجاسم حديثه بالتأكيد على أن قطر تمتلك بنى تحتية رياضية على أعلى مستوى تؤهلها لاستضافة أي حدث رياضي عالمي، وأن تجربة مونديال 2022 أصبحت نموذجا يحتذى به.
وأشار كذلك إلى الأهمية الخاصة التي توليها قطر لمونديال الناشئين، كونه أكبر بطولة ينظمها “الفيفا” قبل مونديال 2026 في أمريكا، المكسيك وكندا. كما كشف عن تقدم المباحثات مع اللجنة الأولمبية الدولية بشأن إمكانية ترشح الدوحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2036، لتكون أول نسخة تنظم في الشرق الأوسط والعالم العربي.
تجدر الإشارة إلى أن بطولة كأس العرب للمنتخبات الكبرى دخلت مرحلة تاريخية جديدة بعدما أصبحت تقام تحت إشراف “الفيفا”، في خطوة تعد من أبرز مكاسب استضافة قطر لمونديال 2022.