عبد الھادي لبنين… فنان مزال في إنتظار فرص أكبر….. التفاصيل…..

رأي المواطن بقلم …بكدوري فاطمة الزهراء

 

اليوم سيكون لنا الحديث عن أھم إھرامات الدراما التلفزية المغربية، والأمر يتعلق بالفنان والممثل المسرحي الغني عن التعريف السيد عبد الھادي لبنين، النجم الذي استطاع كسب محبة الأسر المغربية، وذلك بسبب إبداعاتھ المتميزة في الأعمال المسرحية والسينمائية.

وهو من مواليد العاصمة الإقتصادية الدار البيضاء سنة 1961م، وحصل شھادة البكالوريا عام 1982م، ثم بعد ذلك قرر أن يتابع مسارھ الأكاديمي وتكوينھ بالمعهد البلدي بالمدينة نفسھا التي ولد فيھا، وتتلمذ في المجال المسرحي على يد أستاذة كبار من خارج المغرب، وشارك في العديد من الأعمال الفنية التي كانت من بين الأسباب التي سلطت عليھ الأضواء لتبرزھ من الفنانين الكبار في عالم السينما والتليفزيون، ومن بين الإبداعات التي كان جزءا منھا وھي:

-” جحا في الرحى” للكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، مسرحية “المتأزمون” من تأليف البكري السباعي، “سيدي عبد الرحمان المجدوب” (مسرحية) من إخراج الفنان محمد مفتاح، ثم بالإضافة إلى أعمال تليفزيونية سينمائية أخرى،

وعمل كذلك إلى جانب المجموعة المعروفة ب “تكدة” في مسرحية عنوانھا “الشبكي وبا علال” و عمل آخر تحت عنوان “أحجر وطوب”.

 

ورغم كل ھذھ الأعمال التي تزخر بالإبداع والرسالة الھادفة للمجتمع، إلا وأن ھذا الممثل المغربي، ظل يعاني من التجاھل والتهميش من طرف بعض المخرجين، وكما أوتي على لسانھ في أحد المنابر الإعلامية أن:

“سبب غيابي عن الأنظار، راجع إلى بعض المخرجين”، وكلامھ ھذا يدل النسيان الذي طالھ منذ فترة طويلة.

 

وينتظر لبنين أن تمنح لھ الفرصة أجل ضخ نفس جديد في عالم الفن بالعودة إلى الأعمال السينمائية والتلفزية التي اعتاد على تمثيلها.

 

وكما نعرف أن ھذا العصر الذي نعت ب”زمن الثورة التكنولوجية والتقدم الرقمي”، كانت ھناك بعض الإيجابيات التي أتى بھا ھذا العالم، لكن في المقابل ھناك سلبيات عديدة أثرت على البشرية وأثرت كذلك على الفن وروادھ، بسبب انتشار بعض المحتويات التافھة عبر مواقع السوشل ميديا، وكذلك التليفيزيون والسينما، بسبب استدعاء المخرجين لبعض المؤثرين الذين ليست لھم أي صلة بالفن والإبداع.

 

وھذا العامل ھو من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى دفن الفن الأصيل، وتجاھل روداھ من طرف المخرجين وأصحاب شركات الإنتاج.

 

وإذا عدنا جانبا للبحث عن سبب انتشار وتفشي التفاھة في مجتمعاتنا، نرى أن المتابع المغربي ھو من يحب ھذھ المحتويات، لكن لا أعمم ولا أقصد الجميع، لأن ھناك من يحارب التفاھة وأنا منھم.

 

في نظركم ما السبب الذي جعل التفاھة تنتشر بھذا الشكل الكبير ؟

ربما إذا عرجنا قليلا للوراء وأجرينا مقارنة بسيطة ما بين جيل الماضي وجيلنا ھذا في الحاضر، طبعا سنجد إختلافا كبيرا ما بين الطرفين في جميع النقاط والأمور، والتي تتجلى في العديد من الأشياء نذكر منھا؛

-تجاھل الفن الراقي الذي يھدف إلى إيصال رسالة حميدة للمتلقي، إضافة إلى بعض تأثيرات السوشل ميديا خاصة الأرباح المغرية التي تحصد منھا من طرف صاحب قناة ما، وھذا مما يؤدي إلى نھوض بعض الأطراف من أجل جني أموال طائلة مقابل عدد قياسي من المشاھدة، ولكن للأسف معظم الأشخاص ليست لديھم فكرة لإنتاج محتوى جيد، وھذا ھو المشكل الذي أدى إلى انتشار التفاھة بشكل كبير حتى في السينيما و التلفزة المغربية، حيث نرى وجوھ جديدة تجسد أدوارا غريبة عن ما سبق لنا رؤيتھ في بعض الإنتاجات الإبداعية.

 

وھذا مما ترك بعض المخرجين تجاھل العديد من الفنانين والممثلين الذين تركوا بصمة كبيرة في قلب المشاھد المغربي، كالفنانة سعاد صابر التي ھي بمثابة الأم الحنونة لأبناء الشعب، عائشة مھماھ، بنعيسى الجيراري، عبد الإله عاجل…، والقائمة طويلة لا تعد ولا تحصى.

 

وختاما لما ذكرت في ھذا المقال، سأتوصل لكم بخلاصة بسيطة عن الواقع الفني الذي أصبحنا نراھ، عصر أصالة الفن ليس كالفترة التي نعيش فيھا نحن في الحاضر.

فعلا أصبحنا نعيش إنتكاسة فنية كبيرة بسبب ذيوع التفاھة في مجتمعاتنا العربية.

 

اترك رد