جريدة رأي المواطن
هزمت جميع برامج التنمية وتتعايش فيها الأكواخ والعمارات والدواب والسيارات ،وخير ذليل على ذلك ما وقع في منطقة مولاي رشيد مؤخرا بسبب التسقطات المطرية التي عرت الواقع المكشوف والبنية التحتية الهشة وسوء التسير العشوائي لمجلس المقاطعة الذي يقوده حزب العدالة والتنمية.
رغم العديد من البرامج التنموية من أجل النهوض بمنطقة مولاي رشيد بالبيضاء، إلا أن بعض مناطقها تحولت رغم أنف المسؤولين إلى قرى، وازداد وضعها العمراني سوءا مع توالي السنوات، حيث تتعايش الأكواخ القصديرية مع العمارات وتنافس الدواب السيارات في الطرق والممرات الضيقة.
من بين هذه المناطق التي تصنف بالسوداء، حي المسيرة، الذي يضم سوقا عشوائيا “جوطية”، تنطبق عليه كل مواصفات البداوة، بل إن بعض الأسواق بقرى مغربية أحسن تنظيما وترتيبا وتجهيزا ومجلس المقاطعة خارج التغطية لا حياة لمن تنادي .
أي زائر لهذا السوق، يفاجأ بمحلات تجارية على شكل أكواخ، بنيت بالقصدير والخشب، تبتعد عن بضعها البعض بمساحات ضيقة، تحولت إلى مجار للمياه العادمة، ما يضطر الزائر إلى “القفز” من مكان لآخر لحماية أحذيته.
في كل زقاق يمر منه المرء، يصادف حيوانات مختلفة، كلاب ضالة وحمير وخيول أنهكت بسبب كثرة استغلالها في العربات المجرورة، وبين الفينة والأخرى يصادف أغناما وأبقارا ترعى جنبا إلى جنب على مخلفات السوق والجهات المسؤولة من بينها الجهات المنتخبة غير مبالية بهموم الساكنة ومعاناتها .
بحيث تمر الأمور بسلام بهذا السوق العشوائي المهمش في الصيف، لكن حاليا مع الشتاء، يعيش المواطنون محنة من نوع خاص، إذ يتحول الوضع إلى كارثة، جداول مائية وطين كثير، زين ملابسهم وأحذيتهم، كأنهم غادروا للتو سوقا بقرية مهمشة .
يشهد السوق انتشار اسطبلات بشكل كبير، تكدست فيها الأغنام والأبقار، البعض يتحدث عن انتشار للذبيحة السرية بهذا السوق، ما شجع بعض السكان على تحويل مساحات من منازلهم إلى مستودعات تكترى لـ”الكسابة” بسومات مغرية.
بمحيط سوق المسيرة، انتشرت العشرات من عربات “كوتشي” تقودها أحصنة تعاني الهزل، يتسابق أصحابها في جلب الزبناء، ومزاحمة سيارات الأجرة بشكل كبير، غالبا ما يتحول هذا الاحتكاك إلى تبادل لسب والشتم حول حق الأسبقية وعدم احترام قانون السير.
بحيث أكذا أحد الفاعلين الجمعوية للجريدة بأن سبب تهميش أحياء بمقاطعة مولاي رشيد لسياسات سابقة، وتأسف لاستغلال سكان المنطقة في كسب أصوات انتخابية، فقط، ليظلوا ضحية تهميش من قبل مسيري المدينة، الذين يهتمون بوسط المدينة باعتبارها وجهة سياحية ومستقرا للطبقة الغنية بالمدينة، علما أن منطقة مولاي رشيد تدر حاليا أموالا طائلة لضمها أكبر حي صناعي بالعاصمة الاقتصادية، كما يشكل مجالا خصبا للتعمير، ويدر نسبة كبيرة من ضرائب البناء.
بحيث حمل نفس المتحدت للجريدة المسؤولية لمنتخبي المقاطعة، على ما آلت إليه أوضاع فئة واسعة من السكان، وأنه من الواجب الدفاع عن رفع الاحتقان واليأس السائدين بين الشباب.
وكما عبر عن تدمره من المبادرات التي تقدم لسكان مقاطعة مولاي رشيد تحت الهاجس الانتخابي فقط، وفي غياب تسطير برامج تنموية ترفع الغبن عن المنطقة.
كما قال نفس المتحدت للجريدة بأن سكان هذه الدواوير يعيشون حياة بدائية بامتياز، في ظل وجود منازل قصديرية تفتقد لأبسط شروط السكن، وانتشار الروائح الكريهة بسبب غياب قنوات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب.
داخل بعض الدواوير تنتشر عدد من الاسطبلات، يكرونها لمالكي الأغنام والأبقار، قبل عرضها على المجزرة الكبرى، ما حول هذه الفضاءات إلى مراع اختلطت فيها الدواب والمواشي وحتى الطيور بمختلف أنواعها.