متابعة:الأستاذ خليل لغنيمي
لم تكن مدينة الجديدة لِتَعرف هذا التحول اللافت في ظرف زمني وجيز، لولا الإرادة القوية والرؤية العملية التي جاء بها عامل الإقليم، السيد محمد العطفاوي، الذي بصم على عهد جديد من التدبير الترابي عنوانه “السلطة في خدمة التنمية”.
منذ تعيينه على رأس الإقليم، انتقل العمل من القاعات المكيفة إلى الميدان، ومن منطق التسيير الروتيني إلى ورش تنموي مفتوح، تحوّلت معه المدينة من فضاء كان يوصف لعقود بـ”القرية المنسية”، إلى مدينة تشهد دينامية عمرانية واجتماعية واقتصادية متصاعدة.
العطفاوي لم يهادن جيوب المقاومة واللوبيات التي اعتادت الاصطياد في مستنقعات الفوضى، بل واجهها بالحزم والعمل والتواجد الميداني، واضعًا حدًّا لسماسرة التنمية والانتهازيين، ومكرّسًا ثقافة جديدة قوامها النجاعة، ربط المسؤولية بالمحاسبة، والتفاعل المباشر مع هموم المواطنين.
من النظافة إلى البنية التحتية.. تدخلات أعادت الأمل
من بين الملفات الكبرى التي عرفت تحسنا ملموسًا، ملف النظافة الذي كان من أبرز مصادر تذمر الساكنة. بفضل إعادة هيكلة هذا القطاع وتدعيم آليات المراقبة، بدأت ملامح مدينة نظيفة ومنظمة تفرض نفسها.
في الوقت ذاته، تم إطلاق برامج مهمة لإعادة تأهيل الطرق، توسيع البنية التحتية، وتحسين التشوير الطرقي، إلى جانب مشاريع التطهير السائل التي شملت أحياء طالها الإهمال، في مسعى واضح إلى تحقيق عدالة مجالية وتحسين جودة العيش.
مشاريع كبرى.. وأوراش لا تتوقف
الجديدة، اليوم، ورش مفتوح على عدة مستويات:
تهيئة مدخل المدينة من الطريق السيار، ما أعطاها واجهة حضرية تليق بمكانتها.
تأهيل الفضاءات الخضراء والمرافق الرياضية، لترسيخ بيئة حضرية مستدامة.
إعادة الاعتبار لـالكورنيش، وتحويله إلى فضاء ترفيهي وثقافي وسياحي جذاب.
مشروع إعادة تأهيل المحطة الطرقية، أحد أقدم وأعقد الملفات، عرف انفراجا وتطورا ملموسا.
مشاريع سكنية واجتماعية لفائدة الأسر المعوزة، في إطار مقاربة متكاملة لمحاربة الهشاشة.
قيادة ميدانية وشراكات ناجعة
نجاح هذه الدينامية لم يكن ليتحقق لولا حرص السيد العامل على تنسيق الجهود بين مختلف الشركاء: المجلس الجماعي، المجلس الإقليمي، المصالح الخارجية، ومكونات المجتمع المدني، في إطار شراكات مسؤولة ومواكبة دقيقة لتنزيل البرامج.
الأهم من كل ذلك أن السيد العطفاوي أعاد الاعتبار لدور العامل كوسيط تنموي، لا يكتفي بتدبير الملفات من مكتبه، بل يباشرها ميدانيًا، بتواصل مباشر مع الساكنة ومتابعة يومية للأوراش، في تجسيد واقعي لمعنى “القرب الإداري”.
مستقبل واعد.. ورهان على الاستمرارية
الجديدة اليوم تقطع مع زمن الانتظارية وتدخل بثقة في زمن المشاريع الملموسة والتغيير المسؤول، بفضل عامل آمن بأن التغيير لا يصنعه الخطاب، بل القرار، المتابعة، والجرأة في الإصلاح.
فهل تحافظ المدينة على هذا الزخم؟ الجواب رهن بقدرة باقي الفاعلين على مواكبة هذا النفس، وتوسيع دائرة الانخراط في المشروع التنموي، حتى تظل الجديدة في المستوى التنموي المطلوب