_ بقلم ذ مصطفى حناوي
العالم يتغير…يدور في اتجاه جديد..يعيد تشكيله من جديد بكيفية مغايرة…ربما المستقبل سيحمل مفاجأت غير متوقعة…لكن من المحتمل ان العلاقات السياسية المحكومة بمنطق القوة والابتزاز لم تعد صالحة لهذا العالم الجديد الذي بدأت معالمه ترتسم من الان..عالم متعدد الاقطاب..وهو مايحملنا على القول بان التحالفات السياسية الدولية المرتقبة ستأخذ ابعادا مختلفة…لعل اهمها..قيامها على قاعدة المصالح المشتركة..المنفتحة على التعدد والاختلاف..الاقتصادي والثقافي والسياسي وغيره ..في عالم اليوم ستسقط كل الاقنعة وكل اليقينيات الكبرى التي كانت الى وقت قريب تشكل تابثا لايمكن تجاوزه…انهارت الحواجز والجدران الوهمية..انهارت الايديولوجيات الكبرى ولم يعد لها موقع الا بقدر مردوديتها السياسية او الاقتصادية..لم يبق في عالم اليوم سوى الانسان وهو اليقين الوحيد الذي مايزال ينافح عن كينونته ضد الظلم والغطرسة لم يستسلم بعد رغم محاولات الابادة التي تمارسها ضده الانظمة الشمولية التي بدأ بريق نجمها يخفت ويتوارى الى الخلف…
لم يعد الانسان بوجه عام على هذه الارض يؤمن بسياسة لاتضمن كرامته الانسانية ولاتدافع عن حقوقه الاجتماعية..لقد ولى زمن الشعارات..ايام كان…اندري جدانوف..علما ذهبيا بامتياز وكانت الاشتراكية خيارا ايديولوجيا لامحيد عنه…لقد تغيرت موازين القوى ولم يعد للحرب الباردة موقع في عالم اليوم..لقد اصبحت الانتماءات السياسية لهذا الطرف او ذاك تتم على قدر ماتحصده من نتائج لصالح الانسان…لقد بات الانسان في عالم اليوم يميز بين مايجب الاخذ به ومايجب تركه…لم تعد تنطلي عليه شعارات الغوغاء ولاحيل الدوغمائية..لانه وبالرغم من القهر والاقصاء الاجتماعي وغلاء الاسعار…اصبح يدرك بحدسه الفطري مكمن مصلحته الفردية والجماعية…
لعل من سمات عالم اليوم الذي يتميز بحرب المواقع ومايؤشر على ذلك بروز فاعل اجتماعي جديد بدأ في الانتشار والتوسع واكتساح مواقع جديدة كانت الى وقت قريب تحسب لصالح الاحزاب السياسية..هذه الاحزاب التي مافتئت تتراجع وتتوارى الى الخلف بفعل حساباتها الضيقة ومنظورها المحافظ…ان حرب المواقع الجديدة لها تأثيرها وانعكاساتها على الاحزاب السياسية وستكون الخاسر الاكبر في علاقاتها بالمواطنين..صحيح ان الاحزاب السباسية لايمكن الاستغناء عنها باعتبارها وسيطا اساسيا في اللعبة السياسية لكن المؤكد ان جمعيات المجتمع المدني سيكون لها تأثير بالغ الاهمية في السنوات المقبلة ولعل تجربة البرازيل خير مثال على ذلك…لقد سقطت اوراق التوت وكشفت عورة الاحزاب السياسية وتمت تعريتها وفضح خطلها السياسي لاسيما الاحزاب التي ترفع لواء المعارضة…. تابع..