إقليم اليوسفية:عبد المجيد العزوزي رئيس المجلس الجماعي لشماعية سابقا رجل المرحلة بإمتياز

إقليم اليوسفية:عبد المجيد العزوزي رئيس المجلس الجماعي لشماعية سابقا رجل المرحلة بإمتياز

جريدة رأي المواطن
تقرير:مبارك أمشثال

بين الفينة والأخرى وفي خضم الحديث عن جماعة الشماعية يثار الكلام الكثير حول شخص رئيسها السابق عبد المجيد العزوزي الذي كانت له طريقته في تدبير شؤون الجماعة غير التي عهد بها من قبل أو الأن، فيما في المقابل يحجم الراضون من المتتبعين والمدونين وهم كثر عن الكتابة عن التجربة التي خاضها هو ومجلس الجماعة في الولاية السابقة بنجاح بإستثناء بعض الشهادات المكتوبة القليلة والشحيحة والتي يدونها البعض بخجل مخافة ان تلحقه تهمة التملق .

كما أنني ارتأيت ان أخط بعفوية هذه التدوينة كشهادة عن الرجل دون أيّ رتوش وأعرف أنّها ستُغضِب الكثير من المخالفين ، كما انها سترضي اخرين ممن عايشوا الرجل عن قرب وخبروا كياسته واستشفوا في تجربته الجماعية الدهاء والخبرة وعزيمته في احداث الطفرة، خصوصا رفاق دربه من المنتخبين وممن اشتغل معه من الموظفين وحتى من محاوريه من رجال الصحافة والفاعلين الجمعوين والحقوقين الذين لهم قناة وصل معه ومع الجماعة ، وسأحاول قدر الإمكان وفي حدود معرفتي بالرجل ان ابرز بعض الجوانب التي تميز شخصه كرئيس سابق للمجلس الجماعي بشماعية بشكل يخرج بالمتتبع عن الأنماط والكليشيهات المتداولة ، فمدة خمس سنوات من التتبع لشأن المحلي خلال ولايته السابقة، كانت كافية لسبر أغوار شخصية الرجل ومعرفة سمات القوة التي يتمتع بها والتي سأبسطها في إشارات بكل تجرد صادق وبغض النظر عن طفيف الاختلاف معه في الرؤى بخصوص بعض الملفات وسبل معالجتها خلال ولايته .

معروف عن عبد المجيد العزوزي أنه شق طريقه في الحياة السياسية مبكرا فمن البديهي إذن ان يراكم التجربة في المجال ويصقل أدواته في الادارة السياسية سواء على مستوى الفعل الحزبي او على مستوى العمل الانتدابي في المجالس المنتخبة أو تقلده لعدة مناصب سواء في رئاسة المجلس الإقليمي أو كنائب برلماني ، وسواء كنا معه او من مخالفيه فلا نستطيع ان ننفي بأن ظفره برئاسة المجلس الجماعي لشماعية سابقا وتقلده المسؤولية ساهم بشكل كبير في إبرازه كرجل له من القوة والدهاء ما يجعله يلائم هذا المنصب بجدارة واستحقاق .

من الأشياء التي اعرفها وأُجِلُّها للسيد العزوزي انه شخص خدوم الى أقصى الحدود ، ورغبته في خدمة المدينة يتجاوز أسوار الجماعة كرئيس ،فتجده ميدانيا لا يمل من تفقد الاوراش وزيارة الأحياء والازقة ومخالطة الناس في مشاكلهم حتى خارج الاوقات الادارية فهو ليس من هواة برستيج المسؤولية الذين تبتلعهم المكاتب ، بل له قناعة عميقة بالعمل الميداني ، وله قدرة على اجراء تقويم دقيق ومفصل للبيئة المحيطة به لحد يدهشك بإحصائه لجميع ازقة الجماعة وبمشاكل دروبها مكان بمكان ، فهو يؤمن ان منصب رئاسة الجماعة يفرض على متقلده ان يضاعف الجهود والمساعي في البحث وانتزاع الإمكانات المادية والدعم من متدخلين اخرين خصوصا اذا كانت الجماعة ليس لها من الموارد الذاتية ما يؤهلها لاحتضان مشاريع كبرى كما هو شأن جماعة الشماعية إقليم اليوسفية، وهذا ما يفسر كثرة تحركاته الذي يكثفها لدى الإدارات المركزية وألحاحه الدائم على طرق أبواب الشركاء المفترضين لجلب أوراش للجماعة ، وما مشاريع التهيئة التي تؤثث فضاء الجماعة الا ثمرة لمساعي الرئاسة وجهود المجلس ككل خلال ولايته السابقة .

وأعرف أيضا انه بالرغم من أن مهامه كانت مهاما تفرض عليه ان يظل جل أوقاته عاكفا على القضايات الكبرى للمدينة وموغلا في صلبها ، فإنه كان لا يترفع عن الخوض في تدبير الملفات الصغرى اذا ما وضعت على مكتبه ولا يستهين بها ، فكان خلال ولايته السابقة تجده يجند طاقاته حتى في صغائر الامور ولو تعلق الامر بطلب بسيط لمواطن في شأن خاص أو مشكل شخصي لا علاقة له باختصاصات الرئيس المحددة ،فانه كان لايستنكف عن تتبعه وحلّه دون ملل او انزعاج ، ولا يتلكأ في ادراج القضايا الصغيرة ضمن أجندته اليومية باهتمام وعناية .

ما اعرفه عن الرجل انه دو أريحية رحبة لا يضيق بمخالفيه و لا يعطي قدسية لرأيه مهما بلغت درجة الخلاف معه ، وذلك دأبه أيضا من خلال جلسات واجتماعات المجلس خلال ولايته السابقة ، فتلحظ انه لا يتضايق بالمتداولين المختلفين معه ولا يقابل آراء الأصوات المعارضة بالإقصاء او الرفض ، بل يتجاوب مع جميع الاستفسارات حتى لو كانت خارج نطاق جدول الأشغال ويتلقى الإشارة سريعا ولو كانت صادرة من عموم الحاضرين ،فيما يتسم أيضا بالجرأة في التعبير عن قناعاته دون تحفظ سواء اثناء الاجتماعات العامة او في الندوات الصحافية التي لا يجد وجلا ولا ترددا في عقدها وعلى المباشر ولا تزعجه الأسئلة ولا تنال منه الاستفزازات .

كما أنه كان يتميز بنباهة في الأمور التقنية وإلمامه بقواعد التسيير الإداري بشكل تجزم انه له سجل مُراكم في الإدارة المحلية، يظهر ذلك من خلال أسلوبه في إدارة الاجتماعات وفي حرصه أحيانا على تحرير الكتابات والرد على المراسلات ، هذا إلى جانب اطلاعه على المذكرات والمستجدات القانونية ، كل ذلك كان يجد فيه الموظفون والإداريون رئيسا مساعدا يشاركهم في حل النوازل والإشكالات التي تعترض الإدارة الجماعية ورئيسا جريئا في اتخاذ القرارات في ملفات ثقيلة وبكل مسؤولية خلال رئاسته لمجلس جماعة الشماعية إقليم اليوسفية سابقا .

هذا نذر يسير من الشيء الكثير عن الرجل الذي لاأعرف مدى طموحه السياسي في قادم الأيام ، لكن ما أعرفه حقيقة انه رفع السقف عاليا أمام الدين حصلو على كرسي الرئاسة بعده وأنه أتعب وبالغ في إرهاق من أتي بعده خلال الولاية الحالية.

اترك رد