متابعة:مراد مزراني
في وقت تُسابق فيه المملكة الزمن من أجل التهيّؤ لاحتضان أضخم التظاهرات العالمية، وفي لحظة مفصلية تعيشها بلادنا لتثبيت صورتها كوجهة آمنة ومتطورة، تفاجئنا الطريق الجهوية الرابطة بين جماعة سيدي رحال ودمنات، وتحديدًا على مستوى قنطرة واد تساوت، بمشهد عبثي آخر: سيارة للنقل السياحي من نوع مرسيدس سبرانتر وحافلة سياحية تتعرضان لتكسير خطير في ظروف لا تزال مثار استغراب وقلق!
إنها ليست مجرد حادثة عرضية… بل هي مؤشر خطير على واقع مسلك طرقي يُفترض أن يكون معبرًا آمناً نحو كنوز السياحة الجبلية والطبيعية، فإذا به يتحول إلى ساحة تُستغل، ربما بقصد أو بإهمال، من قبل أعداء النجاح السياحي، ومنتجي الإشاعة ومروّجي الصور القاتمة عبر وسائل التواصل.
فهل يُعقل أن تبقى هذه الطريق بملامحها القاتمة، فخًا للمستثمرين في النقل السياحي، ومصدر تهديد لصورة المغرب في أعين زواره الأجانب؟ وهل ننتظر فاجعة بسائح أجنبي حتى نُعلن الطوارئ وننزل البلاغات الرسمية؟
ورغم كل ذلك، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة لمجهودات رجال الدرك الملكي بسَرية قلعة السراغنة، الذين يعملون في صمت، بتوجيه مباشر ومتابعة ميدانية من قائد السرية، حيث بادروا إلى تكثيف الدوريات ورفع وتيرة المراقبة على هذا المحور الخطير، حماية للقوافل السياحية العابرة لهذا المسلك.
لكن الحقيقة التي لا تقبل التجاهل، هي أن المجهودات الأمنية وحدها لا تكفي أمام وضع بنياتي كارثي، يحتاج إلى تدخل مركزي واستعجالي، قبل أن تنفجر الأزمة إعلاميًا في وجه من لا يستوعب أن قطاع السياحة ليس ترفًا.. بل هو من الأعمدة الصلبة لاقتصاد الوطن، وأي ضربٍ له هو ضرب للاستقرار نفسه.
والأخطر من كل هذا، أن بعض المنابر المعادية، وكتائب التحريض الخارجي على الإنترنت، بدأت تستغل هذه الحوادث المتكررة كأدوات لزرع الشك والريبة في سلامة فضاءاتنا الجبلية والسياحية. وهو ما يفرض على السلطات الجهوية والإقليمية أن تتحرك فورًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فالمعركة لم تعد فقط مع الحفر والانزلاقات… بل مع من يتربص بصورة الوطن.
النداء وطني.. والاستجابة يجب أن تكون بحجم الرهان.